كتاب تربية الإبل يُعدّ من المؤلفات المهمّة في ميدان علوم الحيوان، إذ يتناول بتفصيل علمي ودقيق الجوانب المختلفة لتربية الإبل في البيئات الصحراوية وشبه الجافة. يبدأ الكتاب بتسليط الضوء على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للإبل في حياة الشعوب البدوية والمجتمعات التي تعتمد على الرعي، موضحاً كيف شكّلت الإبل وسيلة مواصلات ورافداً غذائياً ومصدراً للرزق منذ القدم. كما يناقش الكتاب الخصائص البيولوجية والفسيولوجية التي تميز الإبل، مثل قدرتها الفائقة على تحمّل العطش والحرارة العالية، وبنيتها الجسمانية الملائمة للعيش في البيئات القاسية. ويعرض المؤلف أصناف الإبل المختلفة وألوانها وأشكالها وسلوكها، مبيناً الفروقات بين الإبل المخصصة للركوب وتلك المخصصة للحليب أو العمل.
في القسم التطبيقي من الكتاب، ينتقل الكاتب إلى شرح طرق وأساليب رعاية الإبل وتغذيتها وتكاثرها، مع التركيز على الأمراض الشائعة التي تصيبها وسبل الوقاية منها. ويتطرّق إلى مراحل نمو الإبل واحتياجاتها الغذائية في كل مرحلة، إضافة إلى كيفية بناء الحظائر، وتوفير الماء والعلف، وتنظيم عمليات التلقيح والرعاية الصحية الدورية. كما يعرض نماذج لمشاريع حديثة ناجحة في تربية الإبل، ويُبرز دور التكنولوجيا في تحسين إنتاجيتها، لا سيما في مجالات الحليب واللحم والتكاثر. ويوفر الكتاب أيضاً إرشادات للمربين الجدد، ويناقش التحديات المعاصرة التي تواجه قطاع تربية الإبل في ظل تغيّرات المناخ وتراجع المراعي الطبيعية. بفضل أسلوبه العلمي السلس والمبني على التجربة الميدانية، يُعد هذا الكتاب مرجعاً عملياً لكل مهتم بتربية الإبل سواء من الباحثين أو المزارعين أو أصحاب المشاريع التنموية.